TFQ PULSE

رحلة القيم التي لا تتوقف أثناء الحجر

August 31st 2020

Responsive image


بقلم مريم آل ثاني، منتسبة "علِّم لأجل قطر"


متى يمكن للمرء أن يعمل على قيمه؟ الجواب هو أن الوقت ليس باكراً ولم يفت الأوان. نحن كمعلمين، نتفاعل مع المئات من الطلاب بشكلٍ يومي، ومعظمهم من خلفياتٍ متنوعة، ونحن نكتسب منهم بقدر ما يتعلمون منا. إنها مسؤوليتنا أن نزود هؤلاء الطلاب بالقيم التي ستشكلهم وستسمح لهم في تكوين النسخة الأفضل لأنفسهم.

إنّ الاستماع لطلابي حول وجهات نظرهم في الحياة لهو أكبر شغفٍ لدي. كنت دائماً مفتونة بمدى الثقة التي يمنحوني إياها، وعندها أدركت حجم المسؤولية التي تقع على عاتقي. إضافةً إلى كوني النموذج الذي يحتذى به، لقد كنت بحاجة إلى أن أترك أثراً مستداماً بهم، مما دفعني إلى شق المسار للقيم الهامة التي سوف تساعدهم على المدى الطويل.

لقد ضممنا القيم الأساسية في كل درس خلال العام الدراسي، فعلى سبيل المثال نناقش "المسؤولية" في الدرس حول إعادة التدوير ونناقش "الأدب" في الدرس المتمحور حول دعوة الأصدقاء ونناقش الالتزام في درسنا عن الوظائف الصيفية. إنّ تسليط الضوء على هذه القيم في هذا السياق يسمح للطلاب باستيعاب أهميتها، ولكن سماع هذه القيم من شخص يثقون به ويريد الأفضل لهم، يزيد من تأثيرها.

تأثير دمج القيم كان من دون شك فعالاً مع طلابي، فقد أحبوا تقديم البحوث والمشاريع حول "قيمة اليوم" وعرضها على زملائهم في الفصل. وببطء أصبح الطلاب متحمسين لذلك، حتى أنهم بدأوا في الاتصال ببعضهم في حال لم يكن الشخص محترماً أو طيباً أو صادقاً.

لقد دفعني الابتعاد عن طلابي بهذه الطريقة المفاجئة جانباً ولكنني اتخذت قراراً بأنني لن أدع ذلك يحصل، لن أترك هذا الوباء أن يلقي بكل عملي وجهدي سداً. ولذلك أنشأت صفحة على تطبيق انستقرام للبقاء على اتصال مع طلابي، لعبنا سوياً ألعاباً متعددة واطمأنينا على بعضنا البعض؛ ولكن الأهم من ذلك، لقد أبقينا على قيمنا راسخة في ذهننا. وقد أتاحت هذه الصفحة للطلاب تحديث ذاكرتهم حول أهمية القيم وعلى تأثيرها في بناء مجتمع أفضل.

لا أعرف أبداً من أين أبدأ عند الحديث عن طلابي، هؤلاء هم قادة المستقبل، هؤلاء هم الأفراد الذي يجب أن نستثمر وقتنا وجهدنا فيهم، أشياء عظيمة قادمة وخاصة منهم. فلنبدأ ببناء عقلية واعية، عقلية الالتزام والمسؤولية والصدق، عقلية قائمة على القيم التي ستجعلهم أقوى وأفضل.